فوائد سترات المغنسيوم: تأثيرات صحية شاملة على الجسم
يعد سترات المغنيسيوم أحد المكملات الغذائية التي تحظى بشعبية كبيرة في مجالات الصحة والتغذية. يُستخلص هذا المركب من المغنيسيوم، وهو معدن أساسي يلعب دورًا مهمًا في وظائف الجسم الحيوية. يتمتع سترات المغنيسيوم بقدرة فريدة على تحسين صحة الأفراد عبر مجموعة واسعة من الفوائد التي تشمل دعم وظائف العضلات والعظام، وتحسين جودة النوم، وتنظيم مستويات السكر في الدم. في هذا المقال، سنلقي نظرة موسعة على فوائد سترات المغنيسيوم الصحية، وكيف يمكن أن يسهم في تحسين الأداء البدني والعقلي.
أولاً: ما هو سترات المغنيسيوم؟
سترَات المغنيسيوم هو مكمل غذائي يتكون من المغنيسيوم وحمض الستريك. المغنيسيوم هو معدن مهم يساهم في أكثر من 300 تفاعل إنزيمي في الجسم، وهو ضروري لأداء العديد من العمليات البيولوجية. عادةً ما يتوافر المغنيسيوم في العديد من الأطعمة مثل الخضروات الورقية الخضراء، المكسرات، والبذور، ولكن في بعض الحالات قد يوصي الأطباء باستخدام مكملات سترات المغنيسيوم لتعويض النقص.
يتمتع سترات المغنيسيوم بميزة الامتصاص الأفضل مقارنة ببعض مركبات المغنيسيوم الأخرى مثل أكسيد المغنيسيوم، مما يجعل هذا المكمل خيارًا مفضلًا للعديد من الأشخاص.
ثانيًا: الفوائد الصحية لسترات المغنيسيوم
-
تحسين صحة الجهاز العصبي
يعتبر المغنيسيوم عنصرًا أساسيًا في دعم وظيفة الجهاز العصبي، حيث يساعد في تنظيم إشارات الأعصاب والأنشطة الكهربائية في الدماغ. يساهم سترات المغنيسيوم في تقليل مستويات التوتر والقلق، ويمكن أن يكون له تأثير مهدئ يساعد في تقليل الأعراض المرتبطة بالاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق.
تظهر الدراسات أن مكملات سترات المغنيسيوم يمكن أن تساعد في تحسين حالة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المزاج، وذلك بفضل قدرتها على تقليل مستويات هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، وبالتالي تعزيز الإحساس بالاسترخاء.
-
دعم صحة القلب والشرايين
يلعب المغنيسيوم دورًا كبيرًا في دعم صحة القلب والأوعية الدموية. يعمل سترات المغنيسيوم على تعزيز الدورة الدموية بشكل فعال ويساعد في تنظيم ضغط الدم. كما ثبت أن المغنيسيوم يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب من خلال تحسين أداء عضلة القلب والتحكم في معدل ضربات القلب.
علاوة على ذلك، يمكن أن يساهم سترات المغنيسيوم في الحد من التشنجات العضلية التي قد تؤثر على الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تدفق الدم بشكل أكثر سلاسة. وقد أظهرت بعض الدراسات أن تناول سترات المغنيسيوم قد يساهم في تقليل مستويات الكوليسترول الضار (LDL) وزيادة مستويات الكوليسترول الجيد (HDL).
-
تحسين وظائف العضلات
يعد المغنيسيوم من المعادن الأساسية التي تساهم في عملية انقباض العضلات واسترخائها. يُعتبر سترات المغنيسيوم فعالًا في التخفيف من تشنجات العضلات والتقلصات، وهي مشكلة شائعة بين الرياضيين والأشخاص الذين يعانون من نقص المغنيسيوم. يساعد سترات المغنيسيوم في تحسين وظائف العضلات من خلال تعزيزه لإنتاج الطاقة في الخلايا العضلية.
تظهر بعض الدراسات أن مكملات سترات المغنيسيوم يمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص للأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام، حيث يمكن أن تساهم في تحسين الأداء الرياضي وتقليل الألم العضلي بعد التمارين.
-
تحسين جودة النوم
يُعتبر سترات المغنيسيوم من المكملات الغذائية الموصى بها للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في النوم، حيث يساهم في تنظيم وظائف الدماغ والجهاز العصبي. يساعد المغنيسيوم على زيادة مستويات مادة “GABA” (حمض الغاما-أمينوبيوتيريك) في الدماغ، وهي مادة كيميائية تلعب دورًا في تهدئة النشاط العصبي وتعزيز النوم المريح.
أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من نقص المغنيسيوم قد يواجهون صعوبة في النوم، لكن تناول سترات المغنيسيوم قد يساهم في تحسين نوعية النوم والحد من الأرق، مما يسهم في استعادة النشاط والحيوية خلال اليوم التالي.
-
دعم صحة العظام
يعد المغنيسيوم معدنًا أساسيًا لصحة العظام. يساهم سترات المغنيسيوم في تعزيز امتصاص الكالسيوم في الجسم ويعمل مع فيتامين د للحفاظ على توازن المعادن في العظام. يساعد المغنيسيوم في تعزيز صحة العظام عن طريق تحسين تكوين الهيكل العظمي وحمايته من التآكل، مما يقلل من خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام مع تقدم العمر.
يشير البحث إلى أن الأشخاص الذين يعانون من نقص المغنيسيوم يكونون أكثر عرضة لتدهور صحة العظام، ويُعد سترات المغنيسيوم أحد المكملات الغذائية التي يمكن أن تساعد في تحسين كثافة المعادن في العظام وتقوية الهيكل العظمي.
-
تحسين مستويات السكر في الدم
أظهرت العديد من الدراسات أن المغنيسيوم يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في تنظيم مستويات السكر في الدم. يساهم سترات المغنيسيوم في تحسين حساسية الأنسولين، مما يجعل الخلايا أكثر قدرة على الاستجابة للأنسولين، وبالتالي تقليل مستويات السكر في الدم. يمكن أن يكون هذا مفيدًا بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع 2 أو من مقدمات السكري.
على الرغم من أن المكملات الغذائية لا تعتبر بديلاً عن الأدوية، إلا أن سترات المغنيسيوم قد يكون له دور تكميلي في تحسين السيطرة على مستويات السكر في الدم، خاصة عندما يتم دمجه مع نمط حياة صحي.
-
التخفيف من الصداع النصفي
أظهرت الأبحاث أن المغنيسيوم يمكن أن يلعب دورًا في تقليل شدة وتكرار نوبات الصداع النصفي. يُعتقد أن سترات المغنيسيوم يساعد في تنظيم مستويات المواد الكيميائية في الدماغ التي قد تكون مسؤولة عن تحفيز الصداع النصفي، مثل مادة “الغلوتامات”. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد سترات المغنيسيوم في تقليل التوتر الذي قد يكون أحد العوامل المسببة للصداع النصفي. -
التخفيف من الإمساك
نظرًا لأن سترات المغنيسيوم يمتاز بخصائص مسهلة خفيفة، فقد يُستخدم كمكمل لتخفيف أعراض الإمساك. يعمل المغنيسيوم على جذب الماء إلى الأمعاء، مما يسهل حركة الأمعاء ويعزز إخراج الفضلات. يمكن أن يكون سترات المغنيسيوم بديلاً فعالًا للأشخاص الذين يعانون من الإمساك المزمن والذين يبحثون عن علاج طبيعي وآمن.
ثالثًا: الجرعة المناسبة لسترات المغنيسيوم
تختلف الجرعة المناسبة من سترات المغنيسيوم حسب العمر والحالة الصحية. عادةً ما تتراوح الجرعة اليومية بين 200-400 ملغ يوميًا، لكن يفضل دائمًا استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل البدء في تناول المكملات الغذائية. من المهم تجنب تناول جرعات زائدة من المغنيسيوم، حيث قد يؤدي ذلك إلى آثار جانبية مثل الإسهال أو اضطرابات في المعدة.
رابعًا: الآثار الجانبية لسترات المغنيسيوم
بشكل عام، يُعد سترات المغنيسيوم آمنًا عند استخدامه بالجرعات المناسبة. ومع ذلك، قد يعاني بعض الأشخاص من آثار جانبية، خاصة إذا تناولوا جرعات كبيرة. تشمل الآثار الجانبية المحتملة:
-
الإسهال
-
آلام المعدة
-
الغثيان
-
اضطرابات في المعدة
من المهم أن يتم تناول سترات المغنيسيوم مع الطعام لتقليل احتمالية حدوث مشاكل هضمية.
خامسًا: الاستنتاج
سترات المغنيسيوم هو مكمل غذائي يوفر العديد من الفوائد الصحية التي تشمل تحسين وظائف العضلات والجهاز العصبي، دعم صحة القلب والعظام، تحسين مستويات السكر في الدم، بالإضافة إلى التخفيف من الصداع النصفي والإمساك. بسبب قدرة سترات المغنيسيوم على الامتصاص الجيد في الجسم، يُعتبر خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يعانون من نقص المغنيسيوم أو الذين يرغبون في تعزيز صحتهم بشكل عام. ومع ذلك، يجب تناوله بحذر، ويُفضل استشارة الطبيب قبل البدء في استخدامه لتجنب أي آثار جانبية محتملة.
